يتزاحم السحاب ويتراكم على هامات قمم جبال مرتفعات جازان، ثم يعزف الرعد هزيمه مؤذنا بالسماح للوشيل كي يتراقص على التلال والوهاد قبل أن ينهمر القطر، وماهي إلا لحظات كالحلم وتنحدر سيول المرتفعات الشاهقة، وتتعانق الشعاب يحتضن كبيرها الصغير ويطويه تحت إبطه لينطح به حواف تنتظره على أحر من الجمر كي يطفئ لهيب أشواقها وبالغ ظمئها، فتعمل على الحد من قوته وتكبح جماحه وشيئا فشيئا يشتد عضد السيل ويقوى ساعده حتى يواري الروابي ويملأ الوادي ، ثم ينتهي المشهد وسط عرض مرئي يزكم الأنوف من جثث الحيوانات النافقة وكفرات ما يركبون وعلب ما يشربون خلاف النشارة والمسامير وأكوام الحديد والنفايات والجوالين إلى درجة يصعب معها رؤية أديم الأودية، وبعض هذه المخلفات ذوات خصائص( كيميائية)عند التفاعل مع بعضها تتولد عنها مكونات ضارة تهدم البيئة وتحرق الطبيعة وتغرس أنياب المرض في الكائنات الحية بما فيها الإنسان، وعليه فإننا:
نناشد بلديات المحافظات الجبلية والسهلية وكل مسؤول يمت لهذا الأمر بصلة أن:
١- يعمل على كف أيادي الجور التي تحتمل إثمها وتهرول به يوميا إلى بطون أوديتنا التي غار ماؤها ويبس نباتها وعمت روائح جيفها وترسبت سموم كيماوياتها ناشرة الفيروسات المحفزة للسرطانات التي ما فتئت تنهش أجسادنا وطبيعتنا وبمباركتنا!!!!
٢- تشدد المراقبة على الأودية ومعاقبة أولئك الذين يتسابقون لصب قاذوراتهم في أوديتنا وشعابنا.
كل ذلك من أجل أن تعود مياهنا الجوفية صافية نقية ، وتصبح أوديتنا مناطق جذب سياحي نظيف يسر من يرى ويسعد من أقام والله المستعان.
أوديتنا والدمار الشامل!!
الزيارات: 646
التعليقات: 0
0
646