منذ أن تم إخلاء "الوديعة" القديمة أو ما تعرف بـ"الحارة" لدى ساكني المركز التابع لمحافظة شرورة قبل عشرين عاما، ظلت قضية تعويض المواطنين حائرة بين التعليمات المشددة لقيادة حرس الحدود التي ترفض دخول أي مخطط في حرمه، والإجراءات التي يصفها المواطنون بغير الدقيقة للجان الحصر في بلدية شرورة، ومن ثم دخول وزارة الإسكان على خط المعاناة، وظهرت في الأفق بادرة لتعويض من تبقى من سكان "الحارة" الذين تم نقلهم للسكن في الحي الجديد بعد ترسيم الحدود مع اليمن في إجراء تنظيمي, لكن لم يتم إدراجهم في الكشف الرئيسي للأهالي الذين سبق منحهم أراضي تعويضا عن إجلائهم, وبالتالي تقدموا بعدة اعتراضات ومطالبات لسنين طويلة, حتى صدر توجيه بتعويضهم أسوة بمن سبقهم.
وأوضح رئيس بلدية الوديعة حسين آل ذيبان ، أن قرار اعتماد المخطط الجديد وصل الأسبوع الماضي، وتمت دعوة المستفيدين المشمولين بالقرار إلى سرعة مراجعة البلدية لاستكمال كامل أوراقهم, مشيرا إلى أن توجيه المقام السامي شمل 90 مواطنا في كشف إلحاقي يتم تعويض كل منهم بقطعتي أرض متجاورتين مساحتهما 1250 مترا مربعا في الحي الجديد.
ووسط تسارع الخطوات لإنهاء منح المعوضين أراضيهم، حمل رئيس المجلس البلدي بالوديعة علي الصيعري بلدية شرورة ولجنة الحصر مسؤولية تأخر التعويض، وقال: البلدية تتحمل ما حدث في تأخر قضية تعويض أهالي الوديعة, كونها المستلمة للملف في ذلك الوقت، واللجنة تتحمل الجزء الأكبر لأنها لم تكن منصفة في تسجيل بعض أهالي البيوت.
وأضاف، سبب التأخير في تعويض الـ90 مواطنا يعود في البداية إلى اعتراض حرس الحدود على المخطط السابق جنوب الوديعة رغم اعتماده من أمانة منطقة نجران, لأنه يدخل في "حرم الحدود" ولا يمكن امتداد المخطط للجهة الجنوبية، فتم نقل المخطط للجهة الشمالية إلا أن مشكلة أخرى ظهرت عندما سلم المخطط لوزارة الإسكان بعد القرار الجديد بأن تسلم جميع المخططات البلدية لها مما أدى إلى تأخر إنهاء المعاناة من جديد نتيجة الإجراءات المطولة لهذه الوزارة.
وأضاف: تابعنا هذا الملف الشائك وعرضنا على المعنيين أمر تعويض المتبقين من أهالي الوديعة وتمت الموافقة بإعطائهم تعويضاتهم, على أن يسلم ما يتبقى من المخطط لوزارة الإسكان. من جهته، اتفق رئيس هيئة الأمر بالمعروف بشرورة الشيخ مبارك البريكي وهو من ساكني الوديعة مع رئيس المجلس البلدي، قائلاً: ما ذنب هؤلاء الذين لم تضفهم لجنة الحصر بعد أن تأخر تعويضهم طيلة هذه المدة الطويلة.